في عالم كرة القدم، يمكن لبعض الأسماء أن تترك بصمة لا تُنسى على مدار السنين، سواء في الأندية أو المنتخبات الوطنية. حكيم زياش هو أحد أبرز هؤلاء النجوم، حيث أثبت نفسه كلاعب وسط مهاجم يتمتع بمهارات فريدة، ورؤية ثاقبة للملعب، بالإضافة إلى لمسته الساحرة للكرة. بدايةً من شوارع هولندا وصولاً إلى ملاعب دوري أبطال أوروبا، بنى زياش مسيرته بالصبر والإبداع والموهبة الاستثنائية. في هذا المقال، نسلط الضوء على مسيرة الساحر المغربي حكيم زياش، مستعرضين رحلته الاحترافية من أياكس أمستردام إلى تشيلسي، وأثره في الكرة المغربية والعالمية.

البدايات والتكوين: من هولندا إلى النجومية

وُلد حكيم زياش في 19 مارس 1993 في مدينة درونتن بهولندا، لأبوين مغربيين. نشأ في بيئة بسيطة محاطًا بعشق كرة القدم منذ طفولته. كانت بداية حكيم مع نادي هيرينفين الهولندي، حيث أظهر بوادر كبيرة للموهبة والذكاء التكتيكي رغم صغر سنه. تمكن بسرعة من إثبات نفسه في الفريق الأول، ونجح في خطف أنظار المحليين بفضل تمريراته الحاسمة ولمساته الفنية الدقيقة.

مع مرور الوقت، انتقل زياش إلى نادي تفينتي أنشخيدة الهولندي، وهناك انطلقت مسيرته فعليًا إلى مستوى أعلى. على مدى موسمين، حصد زياش شهرة واسعة في الدوري الهولندي، ليصبح ضمن قائمة المطلوبين في أكبر الأندية الأوروبية بفضل ثقته وإبداعه خاصةً في تنفيذ الكرات الثابتة وصناعة الأهداف من أنصاف الفرص.

فلسفة اللعب ولمسة الساحر في أياكس أمستردام

مع انتقاله المميز إلى أياكس أمستردام في صيف 2016، بدأت مرحلة جديدة في مسيرة زياش. وجد اللاعب في أياكس البيئة المثالية لصقل مواهبه وتطوير شخصيته الرياضية، خاصة في ظل تواجد مدربين يؤمنون بأسلوب اللعب الهجومي.

مثّل زياش التوليفة النموذجية للاعب خط الوسط المهاجم القادر على تغيير مجريات المباريات. تميز بأسلوب لعبه المباشر، ورؤيته الخلاقة، وجرأته على التسديد من مسافات بعيدة. في الموسم التاريخي 2018-2019، قاد زياش أياكس إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد أن أطاح بريال مدريد ويوفنتوس من المسابقة. أرقامه مع أياكس تتحدث عن نفسها:

الموسم
عدد المباريات
الأهداف
التمريرات الحاسمة
2016-2017 43 12 20
2017-2018 39 9 15
2018-2019 49 21 24
2019-2020 35 9 20

أظهر الأداء الاستثنائي لزياش في أياكس قدرته على صناعة الفارق في المباريات الكبرى، حتى أصبح معشوق الجماهير وعلامة فارقة في الفريق الذي أعاد أياكس إلى الساحة الأوروبية بقوة.

المحطة الإنجليزية: تجربته مع تشيلسي

خطوة زياش التالية كانت الانضمام إلى تشيلسي الإنجليزي في صيف 2020. لقي اللاعب ترحيبًا خاصًا في ستامفورد بريدج، حيث رأى فيه المدربون والجماهير اللاعب القادر على إبداع الحلول الهجومية وصناعة الفوارق فيالبريميرليج. ورغم المنافسة الشديدة في إنجلترا ووجود أسماء كبيرة في خط الوسط والهجوم، إلا أن زياش حافظ على هويته كلاعب يفرض أسلوبه أينما لعب.

خلال موسمه الأول مع البلوز، شارك زياش في عدد جيد من المباريات بدوري الأبطال والدوري الإنجليزي. كان حاسمًا في عدة مناسبات، منها هدفه الشهير ضد مانشستر سيتي في نصف نهائي كأس الاتحاد، وكذلك مساهمته في فوز تشيلسي بلقب دوري أبطال أوروبا 2021.

مهارات وأسلوب لعب حكيم زياش

  • دقة التمرير: يُعد من أفضل لاعبي الوسط في إرسال الكرات الطويلة والمتقنة خلف المدافعين.
  • التسديد القوي: يمتاز بتسديداته بعيدة المدى وقدرته الفائقة على استغلال الكرات الثابتة.
  • التنوع التكتيكي: يجيد اللعب كجناح أيمن أو وسط هجومي أو صانع ألعاب.
  • الهدوء والثقة: لا يتأثر بالضغوط ويبقى مبدعًا حتى في أصعب المباريات.
  • القيادة وصناعة الفارق: يصبح قائدًا فعليًا للفريق داخل الملعب بقوة شخصيته وحضوره الذهني.

مسيرته مع المنتخب المغربي

رغم ولادته وتكوينه الكروي في هولندا، اختار حكيم زياش تمثيل منتخب المغرب في قرار ألهب عاطفة مشجعي أسود الأطلس. انضم للمنتخب المغربي عام 2015 وأصبح أحد أعمدة خط وسط الفريق. شارك في العديد من البطولات القارية، وكان لاعبًا حاسمًا في تصفيات كأس العالم وأمم إفريقيا، وأحب الجمهور المغربي انسجامه وتضحيته الدائمة من أجل قميص الوطن.

خلال كأس العالم 2022 في قطر، لعب زياش دورًا محوريًا في الإنجاز التاريخي للمنتخب المغربي بوصوله إلى نصف النهائي لأول مرة في تاريخ العرب وأفريقيا. تميز بقدرته على صناعة اللعب وتنفيذ الركلات الحرة، كما قدم تمريرات حاسمة ومبادرات هجومية عززت من قوة الخط الأمامي للمنتخب.

تأثيره على الأجيال القادمة

حكيم زياش ليس مجرد لاعب كرة قدم ناجح، بل أصبح قدوة للعديد من اللاعبين الصاعدين المغاربة والعرب. تُظهر مسيرته أن الإرادة والشغف يمكن أن يصنعا المعجزات، مهما كانت الظروف أو التحديات. لم تكن طريق زياش مفروشة بالورود، بل واجه الكثير من الصعوبات سواء في بداياته أو تنقلاته بين الأندية.

بات زياش اليوم مصدر إلهام للجيل الجديد من اللاعبين الذين يطمحون للوصول إلى أكبر الدوريات الأوروبية. ويؤدي ذلك إلى تنامي الاهتمام بكرة القدم المغربية ورفع سقف الطموحات لدى المواهب الشابة، وهو ما ينعكس إيجابيًا على المنظومة الرياضية الوطنية.

حكيم زياش وأثره في الإعلام والسوشيال ميديا

يحظى حكيم زياش بجماهيرية واسعة ليس فقط في الملاعب، بل أيضًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يتابعه الملايين حول العالم، وتتصدر أهدافه وتمريراته الحاسمة العناوين الرياضية بمجرد أن يسجل أو يصنع هدفًا. يتمتع بتفاعل كبير مع الجماهير، ويحرص على تقديم رسائل تحفيزية للشباب الطموح.

فضلاً عن ذلك، أسهم في تغيير نظرة الإعلام الغربي للاعبين المغاربة والعرب، إذ أصبح يُنظر إليهم باعتبارهم عناصر قادرة على التألق في كبريات البطولات الأوروبية.

نماذج تأثير زياش على اللاعبين والجماهير

  1. تشجيع المواهب المغربية على الاحتراف الأوروبي.
  2. رفع معدل مشاهدة مباريات تشيلسي وأياكس بين الجمهور العربي.
  3. إلهام الأندية الأوروبية للاستثمار أكثر في اللاعبين العرب والأفارقة.
  4. تعزيز صورة اللاعب المغربي كعنصر قيادي وبارع تكتيكيًا.
  5. مساهمة واضحة في العمل الخيري والمبادرات المجتمعية خاصة في المغرب وهولندا.

علاقة زياش بعالم الألعاب والرعاية والتسويق

مع الشعبية التي اكتسبها زياش في أوروبا والعالم العربي، دخل نجم تشيلسي مجال الرعاية الرياضية والإعلانات. أصبح وجهًا مألوفًا في حملات تسويق قمصان الأندية وكذلك في ألعاب الفيديو الخاصة بكرة القدم مثل سلسلة FIFA وeFootball.

وفي سياق الحديث عن الألعاب والمنصات، يجد عشاق المراهنات والكازينو الإلكتروني عروضًا وتحليلًا لمباريات زياش عبر مواقع متخصصة مثل https://mostbetar.net/ حيث توفر تغطيات وتحليلات مستمرة حول أداء اللاعبين وأخبار الفرق، كما تتيح خيارات متنوعة لعشاق الرهانات الرياضية الإلكترونية بطريقة احترافية وآمنة.

الخلاصة: أيقونة مغربية تواصل الإبداع

منذ خطواته الأولى في الدوري الهولندي وحتى مشواره مع كبار أوروبا، كتب حكيم زياش اسمه بأحرف من ذهب كأحد أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم المغرب في السنوات الأخيرة. نجح في تحقيق بطولات وأرقام فردية لافتة سواء على مستوى الأندية أو المنتخب الوطني. ورغم كل ما أنجزه حتى اللحظة، لا يزال أمامه مستقبل واعد لمزيد من الإنجازات والتألق.

تلهم قصة زياش الأجيال الصاعدة وتزرع فيهم قناعة أن الحلم ممكن مهما كانت البداية بسيطة أو التحديات صعبة. في كل مباراة يخوضها، يثبت الساحر المغربي أن الإبداع والمهارة والالتزام طريق النجاح في عالم الساحرة المستديرة.